فيتامين «د» للوقاية من السرطان وبعض الأمراض!
د. عبدالقادر بن عبدالرحمن الحيدر
أثبتت الدراسات في أمريكا وبعض الدول الأوروبية أن أكثر من 50 في المائة
من البالغين فوق عمر 50 سنة لديهم نقص في فيتامين (د)، كما أثبتت دراسات
قام بها أساتذة سعوديون أن نسبة تدني مستوى فيتامين (د) لدى السعوديين أكثر
منها في الدول الأوروبية.
وللمعلومية فإن المعدل العالمي الطبيعي لفيتامين د يتراوح بين 40 و70 نانوجرام/ملل.
والسؤل المطروح: ما أهمية ذلك الفيتامين؟ يعتقد غالبية الأطباء سابقاً أن
دور فيتامين (د) يقتصر على امتصاص الكالسيوم ونمو العظام فقط. ولكن هنالك
دراسة حديثة قامت بتحليل 18 بحثاً منشوراً حول فوائد ذلك الفيتامين، وجد من
خلالها أنه يقلل نسبة الوفيات في الكثير من الأمراض، وأنه يلعب دوراً
أساسياً في أكثر من 200 من الجينات في جسم الإنسان والمسؤولة عن الكثير من
الوظائف الحيوية والمناعية.
فعلى مستوى السرطانات وجد أن تصحيح
معدل الفيتامين إلى مستوى طبيعي قد قلل من نسبة الإصابة بالسرطانات
الداخلية إلى معدل 40 في المائة، كما وجد أن معدل السرطانات يكون أعلى في
المناطق التي يتعرض فيها الناس لمعدلات قليلة من أشعة الشمس ولديهم انخفاض
في الفيتامين. وقد أثبتت أبحاث حديثة أن استخدام فيتامين (د) له دور جيد في
علاج سرطانات البروستات والثدي.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن
هنالك علاقة متينة بين الإنفلونزا والزكام ونقص فيتامين (د)، الذي يحدث
غالباً في فصل الشتاء نتيجة لقلة التعرض لأشعة الشمس، ويعتقد أن هذا يرجع
إلى نقص في مضاد حيوي داخلي يسمى كاثيلي سيدين، والذي يعتمد في تشييده
الحيوي على فيتامين (د).
وهنالك دراسات أخرى أثبتت أن دور الأدوية
المخفضة للدهون مثل الليبيتور وغيرها في خفض نسبة الوفيات من الأمراض
القلبية يعتمد على مقدرتها على رفع نسبة معدل فيتامين (د) في الجسم، بل وجد
أن إعطاء ذلك الفيتامين يساعد بنسبة 7 في المائة على تقليل الوفيات من
الأمراض القلبية.
كما وجد أيضاً أن نقص ذلك الفيتامين له علاقة
بحصول بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والجلطات ومرض السكري ومرض القولون
العصبي والروماتيزم، بل حتى في حصول بعض الأمراض النفسية، إضافة إلى ما هو
معروف عن هشاشة العظام.
ولكن لا يزال موضوع الجدوى الطبية
لفيتامين (د) محل نقاش بين المختصين، ولكن تصحيح مستوى الفيتامين في الجسم
أصبح ضرورة طبية ملحة. ونظرا لكثير من الفوائد الطبية والدور البيولوجي
المناعي الذي يلعبه فيتامين (د)، أصبحت هنالك قناعة بأن لهذا الفيتامين
تأثيرات إضافية تتعدى استخدامه الشائع لعلاج أمراض الهشاشة، وينبغي عدم
التسرع في أخذ هذا الفيتامين إلا بعد مراجعة طبيب مختص، لما قد يسببه من
آثار جانبية، علماً أن هنالك أشخاصا لا يمكنهم أخذ هذا الفيتامين. والخلاصة
أنه لا تزال هنالك حاجة ماسة إلى القيام بدراسات طبية موثقة للتأكد من
جدوى تأثير فيتامين (د) في الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض، وكذلك
لتحديد الجرعة المستخدمة ومستوى التأثير.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire